«رأسه كاسح/رأسه صحيح»
رافضا أن تطرق أذنيه كلمة الإمام الشافعي المدوية منذ قرون «رأيي صواب يحتمل الخطأ،ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».
ومن كان هذا شأنه لن يكون إلا معتمدا كل ما يمت بصلة للإقصاء والتهميش ، ولن يقبل بوجود من يخالفه الرأي ولن يتأخر في اعتماد المنهجي الفرعوني «إن هؤلاءلشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حذرون» الشعراء 54-56 وهكذا تفتح أبواب السجون للأحرار والشرفاء من الناس، ولكل من أصر على أن يكون له رأي غير الذي ارتأه الحاكم بأمره، هذا الذي لن يحيط نفسه إلا بالإنتهازيين والمتزلفين والمثقفين المأجورين المسبحين بحمده من جهة والمزيفين للوعي من جهة أخرى مكررين مرة أخرى اللعبة القذرة لسحرة فرعون الذين « سحروا أعين الناس واسترهبوهم » الأعراف 116
أما "كسوحية الرأس " فتفضح جوانب أخرى من شخصية العنيد الذي يصفه أهالي تونس بأنه كاسح الرأس ويتداولون عن ذلك عديد الطرائف،،
وليس هذا التعبير بجديد، ولا هو خاص بهم، ولكنه يحتاج منا إلى وقفة، إذ أنه تعبير ملغوم:
فهو في الوقت الذي يبدو في ظاهره دالا على القوة، فإن في باطنه دلالة على الضعف "فالعرب ينعتون الرجل اللجوج العنيد بأنه رأس كاسح .ولسنا ندري أهو وصف للقوة التي فيه كما يقال عن آلات ثقب الصخور وأدوات حفر الإنفاق هي الكاسحات؟ أم هو دلالة على منتهى الخلل كالعاهة التي تطرأ على عظام الأرجل فتصبح بها هشة قابلة للكسر حتى تلتوي كالأقواس، فإذا انتهت بصاحبها إلى تعطل وظائف الوقوف والمشي قيل عنه أنه كسيح"[عبد السلام المسدي: الأدب العجيب مؤسسات بن عبد الله تونس 2000 ص 139-14
0 التعليقات:
إرسال تعليق