«البلاد اتخذت»
وواضح أننا إزاء فعل "أخذ" مبنيا للمجهول.
فالمكاسب، والحقوق، والأملاك الحسية أو المعنوية بحسب الحال قد انتهكت، وعبثت بها أيادي خفية أو معلومة دون أن يكون للشخص القدرة على حماية حقوقه، أو وضع حد للمأساة.
ويثور هنا سؤال: لماذا وقع تخير صيغة المبني للمجهول؟ هل هو تعبير عن الحيرة إزاء المأساة والواقع البائس ؟
أم هو تعبير عن عجز عن تفسير ما حدث ؟
أم هو تعبير عن قلة الشجاعة الأدبية للإشارة لمن أساء للذات بإصبع الاتهام وتحميله مسؤولياته: عجزا، أو خوفا، أو جبنا أو ..؟
أم إننا إزاء ضمير مستتر تقديره طرف معلوم من الجميع فلا تبقى حاجة للتصريح.
وبالتالي فنحن إزاء اعتماد لأسلوب التقية، والتحاليل على بطش الباطشين؟
وعلى كل حال فليس في هذا التعبير من دلالة جنسية كما ذهبت إلى ذلك أحلام مستغانمي في روايتها الأولى "ذاكرة الجسد" إلا أن نرى في مطلق الفعل والأخذ هنا مجرد مثال له إحالة على الفعل الجنسي اعتمادا على ما هو رائج في العنف اللفظي من اعتماد التعابير الجنسية تعابير بديلة عن كل ما فيه دلالة على الفاعلية الاجتماعية، من قبل أشخاص مسكونين بالإحساس المر بالإخصاء الاجتماعي ، فيحاولون إرضاء الذات المنجرحة بإحلال الفحولة الجنسية محل الفاعلية الاجتماعية التي يفتقدون القدر الكبير منها,.[تكتب أحلام على لسان بطل روايتها " توقف سمعي عند ذلك التعبير الذي لم أسمعه منذ عدة سنوات "البلاد متخذة" والذي يعني أن المدينة قائمة قاعدة ،، أو تشهد حدثا استثنائيا والذي هو في الواقع تعبير جنسي محض. ابتسموا إن اكتشفت مرة أخرى قدرة هذه المدينة على زج الصور الجنسية في كل شيء،، وذلك ببراءة مدهشة رفعت عيني نحوه وقلت له بشيء من السخرية المرّة: هكه هي الجزائر يا حسان. البعض يصلي .. والبعض يسكر والآخرون أثناء ذلك "تأخذوا في البلاد"" [ص 345 منشورات أحلام مستغانمي بيروت 2003 ط 19]
فهل أن جماهير شعبنا التي صنعت النصر ستسمح للفلول المتبقية من مليشيات التجمع أن تعيث في الأرض فسادا ، والقول بكل عجز "البلاد اتخذت" ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق